زيارة الأربعين في كربلاء ليست مجرد طقس ديني بل هي حركة جماهيرية إيمانية يشارك فيها ملايين الزوار من داخل العراق وخارجه، لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام). تتميز هذه المناسبة بجوانبها الروحية، الاجتماعية، والخدمية التي جعلت منها واحدة من أعظم الشعائر الدينية في التاريخ المعاصر.
المشي إلى كربلاء: طريق يا حسين
تُعد رحلة المشي إلى كربلاء من أقوى مظاهر التعبير عن الولاء للإمام الحسين. ينطلق الزائرون مشيًا من مدن بعيدة مثل البصرة والناصرية والنجف، قاطعين مئات الكيلومترات وسط خدمات طوعية يقدمها الآلاف من أبناء الشعب العراقي.
ولنعرج على يوم عاشوراء لنعرف من أين أتت شعيرة المشي إلى كربلاء الحسين عليه السلام , يوم العاشر من محرم الحرام عام 61 هجرية استشهد الحسين عليه السلام واهل بيته وانصاره و شيعته.
نهب الأعداء ممتلكات اهل البيت عليهم السلام و احرقوا خيامهم و ضربوا الثكالى و اليتامى و روعوهم و باتوا ليلة الحادي عشر من المحرم في كربلاء الى جنب الاجساد الطاهرة التي لم يدفنها ال امية الانذال.
في اليوم التالي قيّدوا ال البيت بالاصفاد و وضعوا الجامعة في عنق الامام السجاد عليه السلام و سافوهم اسارى الى الكوفة لعرضهم على الدعي بن الدعي عبيد الله بن زياد لعنه الله.
و في الثاني عشر من محرم الحرام وصل ركب السبايا الى الكوفة فكانوا بين اموي شامت ضاحك و بين مستضعف باك لما اصاب ال الرسول عليهم السلام , ادخل ال البيت الى مجلس عبيد الله بن زياد ونالوا من الاذى مانالوا مما يضيق المقال هذا عن ذكره وروى المؤرحون ردود السيدة زينب عليها السلام على عبيد الله بن زيادوالتي افحمت وجعلته لا يجد جواباً الا التهديد و الوعيد.
امر ابن زياد بتسيير السبايا من ال بيت النبي صلى الله عليه واله الى الشام مع رأس الحسين عليه السلام و اهل بيته و أنضاره و شيعته.
سلك البغاة و ايغالا بايذاء اهلا البيت طريقاً طويلاً يمر بتكريت و الموصل ثم ديار بكر ثم بعبك ثم الى دمشق الشؤم.
هناك استشهدت رقية طفلة الامام الحسين عليه السلام لما عرضوا عليها رأس ابيها مقطوعاً و كل التفاصيل المروعة في بطون الكتب.
يقول ارباب التاريخ ان ركب سبايا ل محمد قد عادوا الى كربلاء يوم العشرين من صفر.
ولهذا يداوم المسلمون الشيعة على استذكار المناسبة بالمشي الى قبر الحسين عليه السلام حرصاً منهم على مواساة ال بيت نبيهم.
قد ترغب بقراءةنسف اصول فرية غدر الشيعة بالامام الحسين عليه السلام
مواكب الخدمة في زيارة الأربعين
تنتشر على طول طريق الزائرين آلاف المواكب الحسينية التي تقدم كل ما يحتاجه الزائر مجانًا، من طعام وشراب ومبيت وخدمات طبية. تُعد هذه المواكب نموذجًا فريدًا من التكافل الاجتماعي والتعاون الإنساني
والجدير بالذكر ان تمويل هذه المواكب هو من اصحاب المواكب انفسهم حيث يحرصون على توفير مبلغ خلال عام وان لم يكف يقومون بالشراء بالاجل ويسددوا فيما بعد في تعاون رائع بين التجار وبين اهالي المواكب.
مليارات الوجبات الغذائية و المبيت المجاني تقدم للسائرين نحو الحسين عليه السلام لا تقوى دول على فعلها يقوم بها أرباب المواكب أو "خدام الحسين" كما يسمون .
التنظيم والأمن في كربلاء خلال الزيارة
تبذل القوات الأمنية والدوائر الخدمية العراقية جهودًا كبيرة لتأمين الزائرين وتنظيم حركة السير، إضافةً إلى توفير المرافق الصحية ومراكز الإرشاد والمفقودات.
و في العقود الماضية بين عام 2003 و حتى عام 2017 كانت المواكب و الزيارات المليونية الحسينية تستهدف بالسيارات المفخخة و الاحزمة الناسفة و الانتحاريين من قبل الوهابيين السعوديين نتيجة لهشاشة الوضع الامني.
وبعد فتوى سماحة أية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله عام 2014 وتوجه ملايين المتطوعين الى الجبهة و الإمساك بالوضع الأمني فالآن الزوار يؤدون شعائرهم بكل امن وأمان.
وقد قدمت القوات الأمنية الأف الشهداء نتيجة تلك الاعتداءات.
زيارة الأربعين: حدث عالمي بتوثيق دولي
وثّقت وسائل الإعلام العالمية زيارة الأربعين على أنها أضخم تجمع بشري سنوي، حيث يتجاوز عدد المشاركين فيها 20 مليون زائر سنويًا. وتم إدراج الزيارة ضمن الأحداث الاستثنائية التي تستحق التغطية والدراسة.
إحصائيات
المصدر :- الاربعين
خاتمة
زيارة الأربعين في كربلاء تمثل رسالة خالدة عن التضحية، الوفاء، ووحدة الشعوب. ومهما تعاقبت الأزمان، يبقى نداء "يا حسين" حيًا في قلوب الأحرار الذين يجددون العهد كل عام بالسير نحو كربلاء.
0تعليقات