مثل الكثيرين، وجدتُ نفسي ذات يوم أبحث عن عمل، بعد سنوات من الدراسة، ومع تقدم والدي في العمر. كان أملي أن أكون سنداً وعوناً له ولأسرتي، وأن يرى ثمرة جهوده وآماله تتحقق فيّ. لكن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود، خاصة في زمنٍ كان فيه الحصول على وظيفة حكومية أمراً أشبه بالخيال، في ظل توقف التعيينات المركزية.
لقد دفع هذا الواقع بالخريجين نحو التعاقد مع هيئات مثل هيئة التصنيع العسكري، والصبر على منغصات استمرت لعشر سنوات، ليس فقط من أجل العمل، بل للتخلص أيضاً من الخدمة الإجبارية المذلة. هذه المنغصات، التي خفت حدتها بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة، كانت تعكس واقعاً صعباً، حيث كان المتعاقدون يواجهون كوارث حقيقية، وإن كانت السلطة الجائرة تحسب حساب أبناء الوسط والجنوب بعد ان لقنوها درساً ايام الانتفاضة، حتى لو كان ذلك على مستوى المستويات الدنيا من الأجهزة الإدارية.
![]() |
خارطة تبين كيف انتقم العالم من شعب العراق بينما الطاغية يتمتع بخيرات العراق |
0تعليقات