وطنجي ... لقمة عشاء كادت ان ترسلنا خلف الشمس

 عام 1994 كنت قد شددت الرحال إلى مشروع سد العظيم او كما يسميه البعض #السد_العظيم   , وكان فعلاً ملاذاً لي  و مادة للإبداع.
ففي ظل الحصار المفروض  لابد من الاعتماد على الطاقات الشابة التي لا تكلف الدولة شيئاً,  وقد كتبت و نوهت عن التحويرات التي قمنا بها  انا و اثنين من المهندسين الأخرين لمعامل الغربلة و انتاجها الناجح من المرة الأولى  في مدونتي السابقة  الفجرالعراقي .

وجبة العشاء التي كادت تكلفنا حياتنا
هذا  التحوير كان وبالاً عليّ و على زملائي فمع انه جلب لنا الشكر و التقدير و الاحترام من البعض جلب لنا عداوات  من الآخرين لأنه دليل على فشلهم وانهم اقزام لا يستطيعون فعل شيء.
ذات يوم وكانت الدنيا ليلاً وقد حان وقت العشاء ,  ذهبنا كالعادة لتناول العشاء و هو كالمعتاد مرق بلا طعم و لا لون ولا رائحة  وخبز ممزوج بالجص  .
وحتى هذا العشاء الرديء لم نجده  و صرنا نبحث عن المدير التنفيذي  ليجد حلاً ,  وفي ذلك الزمان حتى المدير التنفيذي هو امبراطور  يجب ان تقدم له فروض الطاعة و الولاء !!!.

في الطريق  التقينا  جماعة لا نعرفهم و سالونا وقد كان عددنا كبيراً , إلى أين؟ , قلنا لهم أننا نبحث عن المدير التنفيذي لأننا جياع و بلا عشاء.
لم ينبسوا ببنت شفة و واصلنا سيرنا و وجدنا المدير التنفيذي قد غادر مطعم مجموعة #سد_بادوش إلى جهة مجهولة.

بتنا ليلتنا خماص البطون بلا طعام   نتقلب  ذات اليمين و ذات الشمال  حتى غلبنا النوم  و اتجهنا اليوم التالي الى العمل بلا طعام. 
أن  تكون في مشروع سد العظيم معناها ان تعاني في اغلب الأمور , فوصولك  دون الباص يعتبر معجزة  , وقد حكى لي صديقنا فرج الايزيدي و هو مهندس معنا بنفس المشروع حكايات عجيبة عن الذئاب المفترسة بين الشارع  العام و بين بوابة المشروع.
غادرنا يوم الخميس الى أهالينا ولا نعلم ماحيك  خلفنا من مؤامرة تظافرت فيها  جهود من يغار منا لأننا انجزنا ما فشل فيه و  بين زبانية المدير التنفيذي الذي فشل بتوفير الطعام للمنتسبين  وذهب لتناول العشاء مع جماعة بادوش وترك زملائه و منتسبيه يتضورون جوعاً واذناب حزب البعث المجرم.
عدنا إلى الموقع  بعد الاجازة وقد حكى لنا احد المخلصين من أخوتنا كيف كتبوا التقارير عنا أننا    كنا نتظاهر ضد الحزب و الثورة !  و حدها كانت ترسلنا خلف الشمس لولا لطف الله.
صادف  وجود زميلنا ليث و لم يكن ملتزما وفيه كل ما لا نحبه لكن الله تعالى قد سخّره لإنقاذ ارواحنا  من المشنقة .

خاطبهم ليث و الحديث لازال للاخ الذي  لم تسعفني  ذاكرتي لتذكر اسمه  :-
كيف تجرأون على اتهامهم  بلا دليل ؟
اين راياتهم؟
اين شعاراتهم؟
لماذا لا تخافون الله؟ !!!

يبدو لنا ان ليثاً قد انتصر عليهم و كانت كفته راجحة , فأخذ التقرير منهم و مزقه و لم يعودوا  لمثله.

كان معي زميل من أهالي الكوفة اسمه سجاد  وبعد ان تنفسنا الصعداء  تبادلنا الآراء  و ماذا نفعل و  هل ستكون هذه الفرية هي الاخيرة ؟.

قال لي  ان لديه #معلكة  في البصرة  , وانه سيستقبلنا هناك  , قمنا بإجراءات نقل الخدمات و تخلصنا من تلك المصائب  بعد معاناة طويلة ...

ربما سنلتقي يوماً بحكاية اخرى او تتمة لحكايتنا




0تعليقات

السلام عليكم.. لك مطلق الحرية في ابداء رأيك ولكن تذكر ان الله يرانا جميعاً

[