بين عامي 2005 و2025 مضت عشرون عاما بحلوها ومرها، مضت بقضها وقضيضها، منذ عشرين عاماً والعراق يبني عمليته السياسية التي اختلف في تقييمها الكثيرون.
من أين نبدأ؟
الشرارة كانت استفتاءً وجهه جمع من المؤمنين الى المرجع الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله حول نية قوات الاحتلال كتابة دستور عراقي!!!!
فأجاب مد ظله: -
![]() |
| آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله |
بسمه تعالى
ان تلك السلطات لا تتمتع بأية صلاحية في تعيين أعضاء مجلس كتابة الدستور ، كما لا ضمان ان يضع هذا المجلس دستوراً يطابق المصالح العليا للشعب العراقي ويعبّر عن هويته الوطنية التي من ركائزها الأساس الدين الإسلامي الحنيف والقيم الاجتماعية النبيلة ، فالمشروع المذكور غير مقبول من أساسه ، ولابدّ أولاً من إجراء انتخابات عامة لكي يختار كل عراقي مؤهل للانتخاب من يمثّله في مجلس تأسيسي لكتابة الدستور ، ثم يجرى التصويت العام على الدستور الذي يقرّه هذا المجلس ، وعلى المؤمنين كافة المطالبة بتحقيق هذا الأمر المهم والمساهمة في إنجازه على أحسن وجه ، أخذ الله تبارك وتعالى بأيدي الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
۲٥/ ع۲ /۱٤۲٤
علي الحسيني السيستاني
جوبه الاستفتاء بعراقيل شديدة جداً من الامريكان لاسيما الحاكم المدني الأمريكي (بول بريمر) وحاولوا ثني المرجعية عن رأيها بشتى الوسائل لكن رد الشارع العراقي كان قوياً جداً ومؤثراً.
وقد بلغني ان (عدنان الباجه جي) وقف امام سماحته دام ظله متحدياً ان لن تقام الانتخابات ويبدو ان ما كان مبيتاً للشعب العراقي اسوء مما جرى.
وكان رد سماحة السيد قوياً وحازما ولأول مرة كما يقول المصدر يسمع السيد وهو يتكلم بصوت عال والعهدة على المصدر طبعاً.
رغماً عن انف بريمر أقيمت الانتخابات وتم التصويت على اول دستور عراقي دائم منذ العهد الملكي.
كان المركز الانتخابي في الأرياف البعيدة لان المراكز وجدت على أساس البطاقة التموينية، والجدير بالذكر ان أحد اعذار عدم إقامة الانتخابات هو عدم وجود تعداد عام للسكان، فكان رد سماحة السيد هو الاعتماد على البطاقة التموينية فأسقط كل الاعذار.
ركبنا السيارات القديمة التي كانت متوفرة و لايزال الجو مترباً حاراً وفي احدى التقاطعات الترابية وجدنا احد اتباع الجهات السياسية المقاطعة يوزع اوراقاً تحوي أسماء وأرقام مرشحين لغرض تشتيت الأصوات حيث كان الاغلب مصراً على اختيار الائتلاف العراقي الموحد الذي جمع مكونات شيعية وبعض الشخصيات وشيوخ العشائر السنية.
وصلنا المركز الانتخابي وبالغنا بغمس أيدينا بالحبر الانتخابي وهذا ليس غريباً على من يمارس التجربة الديمقراطية للمرة الأولى.
وباقي الاحداث معروفة لا داعي للإطالة فيها.
بقيت ملاحظة مهمة جداً لو عاد الزمان وعادت نفس الظروف لما تعدى الاختيار الائتلاف العراقي الموحد برقمه المميز 169 , لماذا؟
في حينها كان ازلام البعث متربصون
لا ثقة بأي احد من الداخل لاحتمال ارتباطه بالبعث
ما عانيناه من تضييق وقمع يجعلنا لا ننظر الا لمن يبعد هذا الشبح عنا
فلا يلومن احد نفسه و ليضعها بتصور حالنا عام 2005 و ليس الآن

0تعليقات