المقدمة:
تطفو بين الحين والآخر ظاهرةٌ تكشف عن أسوأ ما في النفس البشرية - أنانيةً ترفض أن ينجح الآخرون، وتعتبر تقدُّم الوطن خسارةً شخصية إذا لم تكن تحت سيطرتها!
من المبدأ إلى الواقع:
يُروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) في كتاب تحف العقول: *"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَكْمَلَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلْيُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"*. لكن الواقع يُرينا العكس تماماً، حيث يرى البعض في نجاح الآخرين تهديداً يجب إسقاطه بأي ثمن!
نماذج مؤلمة:
1. كرة القدم: المصلحة الشخصية فوق الوطن
كلما حقق المنتخب الوطني إنجازاً، نجد من يعمل على تخريبه، مقدماً مصالحه الضيقة على سمعة البلد. فالإنجاز الرياضي يتحول إلى ساحة صراع على النفوذ!
2. المشهد السياسي: السلطة أو لا شيء!
شهدنا كيف ضُحّي بالعراق وأبنائه على مذبح الصراع على السلطة. فلم يكن خيار "الكل أو لا شيء" إلا وصفةً للدمار الشامل!
3. الانتماءات الضيقة: قاتلة المجتمع
لم تمنع روابط الدين أو الوطن بعضهم من التآمر على إخوانهم. فالطائفية والعشائرية أصبحتا سلاحاً فتاكاً في يد الأنانيين!
جذور الأزمة:
القصة قديمةٌ جداً، بدأت مع قابيل وهابيل، ولا تزال تتكرر بأشكال مختلفة. فالعراق - للأسف - يقدم نموذجاً فريداً لسيطرة المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة!
طريق الخلاص:
بينما ننتظر الفرج الإلهي، علينا أن نبدأ بأنفسنا:
- بالتوعية: أن نفهم أن الوطن ملك للجميع
- بالتغيير: أن نرفض أن نكون أدوات في يد المفسدين
- بالعمل: أن نعزز قيم التعاون والإيثار
الختام:
العراق أكبر من أطماع الأفراد، وأبناؤه أغلى من أن يكونوا وقوداً لصراعات الآخرين. فمتى نتعلم أن النجاح الحقيقي هو نجاح الجميع
0تعليقات